تعريف التاريخ
التاريخ لغة : يقول الرازي : ( "التاريخ" و"التوريخ"، تعريف الوقت. تقول : أرخ الكتاب بيوم كذا، و"ورخه" بمعنى واحد)، وترى بعض الآراء وجود أصول غير عربية، فارسية أو سريانية أو إثيوبية للكلمة.
يقول محيي الدين محمد بن سليمان الكافيجي (788-879هـ-1386-1974مـ): "وأما علم التاريخ فهو علم يبحث فيه عن الزمان وأحواله، وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته". يذهب سيد قطب إلى أن التاريخ ليس هو الحوادث وإنما هو تفسير هذه الحوادث، والاهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع شتائها، وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات، متفاعلة الجزئيات، ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان.
قد عرّف ابن خلدون التاريخ بما يلي: إن خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال: مثل التوجس، والتأنس، والعصبيات، وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك
من الملك والدول، ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش، والعلم والصنائع، وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعة الأحوال.
[تحرير] تطور المصطلح
مرت كلمة التاريخ بتطورات عديدة في الثقافة العربية، فقد بدأت بمعنى التقويم والتوقيت في صدر الإسلام ، واحتفظت بهذا المعنى لفترة، ثم صارت بمعنى آخر وهو تسجيل الأحداث على أساس الزمن، لتحل كلمة "التاريخ" تدريجيا محل ما كان
يعرف باسم "الخبر"، وصارت تطلق على عملية التدوين التاريخي، وعلى حفظ الأخبار، بشكل متسلسل، متصل الزمن والموضوع، للدلالة على هذا النوع الجديد من التطور في الخبر والعملية الإخبارية، منذ منتصف القرن الثاني الهجري.
وأصبحت كلمة "تاريخ"، تحمل خمسة معاني في العربية .
* سير الزمن والأحداث، أي التطور التاريخي، كالتاريخ الإسلامي، وتاريخ اليونان .. إلخ .. The History of .
ونرى أنه تعددت أصول كلمة التاريخ ومعانيها وإن لم تبعد كثيرا عن مضمونها ، فقد قيل أن أصل كلمة تاريخ قد أخذ من الأصل السامي العام لكلمة ورخ وهى التي جاءت في اللغة العربية في كلمتى ياريخ بمعنى القمر و ( تدخ ) بمعنى الشهر ، ومن ثم يكون معنى كلمة تاريخ هو التوقيت ، أي تحديد الشهر القمري
وقد فرق الأصمعي بين اللغتين فقال : بنو تميم يقول ورخت الكتاب توريخا . وقيس تقول أرخته تاريخا .
وعن هذه الكلمة أيضاً يقول الصولى : تاريخ كل شئ غايته ووقته الذي ينتهي إليه زمنه ، ويقول السخاوى : أنه التعريف بالوقت الذي تضبط فيه الأحوال من مولد الرواة ، والأئمة ،ووفاة ، وصحة ، وعلل، وبدن ورحلة ، وحج ، وحفظ ، وضبط ، وتوثيق ، وتجريح .
ويرى البعض أن كلمة: " تاريخ " أو " تأريخ " أو توريخ " معربة عن الفارسية ؛ فقد ذكر البيروني : , و الخوارزمي أن كلمة تاريخ فارسية الأصل وعربت .
ويرى البعض أن الكلمة لها أصل فارسي من ( ماه روز ) ، مما يدعو إلى الاعتقاد أنهما أرادا من ذلك القول بأن كلمة تاريخ تعنى تعيين بدء الشهر.
ومن ثم فقد ربطا بين هذا المعنى وبين الرواية التي رواها العديد من المؤرخين والتي تقول بأن المسلمين أخذوا من تاريخ الهجرة تقويما لهم وذلك عملا بنصيحة الهرمزان للخليفة عمر بن الخطاب .
كما قيل أن التقويم الهجري أخذ في الأصل من اليمن ، فقد ذكر السخاوى ، أن أول من أرخ التاريخ هو يعلى بن أمية الذي كان باليمن ، فقد كتب إلى عمر بن الخطاب كتابا من اليمن مؤرخا فاستحسنه عمر ، فشرع في التاريخ .
وروى ابن أبى خثيمة قال : قدم رجل من اليمن فقال رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا فقال عمر : هذا حسن فأرخوا.
ويعلق روزنتال عن أصل كلمة ( تاريخ ) فيقول : وأغلب الظن أن أصلها من العربية الجنوبية ، حيث يوجد مركز ثقافي يمكن أن يصاغ فيه مثل هذا التعبير الفنى ، وليس ببعيد أن يكون شكلها الأصلى هو ( توريخ ) وان ( تاريخ ) هو التكوين الفنى القديم من ( مؤرخ ، ومورخ ) .
ويبدوا واضحا أن كلمة ( تاريخ العربية ) تعنى كلا من ( الزمن ) ( والحقبة ) وأنها لم تظهر في الأدب قبل الإسلام ، كما أنها غير مذكورة في القرآن ولا في الأحاديث النبوية ، وأن الحديث الوحيد الذي أشار إلى التقويم الإسلامي ، استعمل كلمة ( عد ) وأنها استعملت الأول مرة في الآداب العربية مع أخبار التقويم الهجري . كذلك اختلف العرب قبل الإسلام في تعريف الوقت والزمن وذلك من الناحية اللغوية ، فالوقت كما يقول علماء العربية ، هو مقدار من الزمن ، وكل شئ قدرت له حينا ، فهو موقت ، وإن الوقت تحديد الأوقات كالتوقيت .
وقالوا في الزمان ، أنه الدهر ، وعارضهم آخرون فقالوا : يكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر . أما الدهر فلا ينقطع ، والزمان يعنى كذلك الفصل من فصول السنة . كذلك اختلفوا في معنى الدهر ، وذلك بسبب مسألة القدم والحدوث ، وصلة التفاسير بهما ، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوه : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " وجاء في الحديث عن أبى هريرة ، قال الله تعالى : " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وإنما أنا الدهر ، أقلب الليل والنهار " .
وتدل الكلمة على معان متعددة، منها: تعريف الوقت ، أو ذكر الأخبار الخاصة بمصر أو جيل . وكيفما كان فإن كلمة : " تاريخ " ، تدل بصفة عامة على العلم الذي يسمى إلى إنقاذ الحقائق الماضية من النسيان ، وهى تقابل الكلمة : " Historia" ، التي تدل ــ هي الأخرى ــ على العلم الذي يبحث حوادث الماضي ، وإلى اشتقت منها أسماء علم التاريخ في معظم اللغات الأوربية .
وقد دار نقاش طويل حول مدلول هذه الكلمة في اللغات العربية والأوربية ، ففي اللغة العربية يرى البعض أن كلمة تاريخ بالهمزة أدق من كلمة تاريخ " بالألف اللينة " ويرى البعض الآخر عكس ذلك ، ويبدو أن هذا اللبس ذاته موجود في اللغات الأوربية فكلمة History الإنجليزية ، وكلمة Histoiré الفرنسية ، وكلمة Geschichte الألمانية تستعمل غالبا للمعنيين وأن كان بعض العلماء قد حأول التمييز بينهما فأطلق بعض الفرنسيين مثلا Histoiré " بـ H كبرى " على الماضي ، وكلمة Histoiré على العلم ، واحتفظ الالمان بكلمة Geschichte للمعنى الأول وكلمة Histoire للمعنى الثاني .
يعنى التاريخ بدراسة الزمن فيما يتعلق بالإنسان، أما بالنسبة لعلم تحديد الأحداث عبر الزمن انظر علم التأريخ.
التاريخ هو دراسة الماضي بالتركيز على الأنشطة الإنسانية وبالمضي حتى الوقت الحاضر، وكل ما يمكن تذكره من الماضي أو تم الحفاظ عليه بصورة ما يعد سجلا تاريخيا. ويدرس بعض المؤرخين التاريخ العالمي الذي يشمل كل ما جرى تسجيله من الماضي الإنساني والذي يمكن استنباطه من الآثار، فيما يركز البعض على طرق بعينها مثل علم التأريخ والدراسات الديموغرافية (السكانية) ودراسة كتابة التاريخ ودراسة الأنساب ودراسة الكتابات القديمة ودراسات التاريخ الاقتصادي أو دراسة تاريخ مناطق بعينها.
* تاريخ الرجال ..The Biography.
* عملية التدوين التاريخي، أو التاريخ، مع وصف لعملية التطور وتحليله وتقابل : Historiography.
* علم التاريخ والمعرفة به، وكتب التاريخ، ويقابل :History.
* تحديد زمن الواقعة أو الحادثة، باليوم والشهر والسنة :Date.
والكافيجي يعرفه بأنه : "هو تعيين الوقت لينسب إليه زمان مطلقا، سواء كان قد مضى أو كان حاضرا أو سيأتي .." (26) ، ثم يعطي الكافيجي بعدا حضاريا للتاريخ ضمن استطراده لتعريف التاريخ، فيقول : "وقيل: التاريخ تعريف الوقت
بإسناده إلى أول حدوث أمر شائع، كظهور ملة، أو وقوع حادثة هائلة، من طوفان أو زلزلة عظيمة" (27).
وإذا كان في تعريف الكافيجي شيء من البعد الاجتماعي (كظهور ملة) ، فإن في تعريف السخاوي للتاريخ مسحة ثقافية واجتماعية واضحة، فهو يقول : "وفي الاصطلاح التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال، من مولد الرواة والأئمة ووفاة
وصحة، وعقل وبدن، ورحلة وحج، وحفظ وضبط، وتوثيق وتجريح، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم …) (28).
واستعملت لفظة تاريخ في الاصطلاح على نحوين اثنين، فتارة تستعمل ويراد بها مضمون ومحتوى المادة التاريخية، وتارة أخرى تستعمل ويراد بها طريقة التعامل مع هذه المادة. وهذه الازدواجية في الاستعمال أدت إلى خلط في فهم معنى
اللفظ، ويقول الدكتور قاسم عبده أن هناك تفريق شائع " بين كلمة التاريخ كتعبير دال على مسيرة الإنسان الحضارية على سطح كوكب الأرض منذ الأزل، وعبارة تدوين التاريخ كتعبير عن العملية الفكرية الإنشائية التي تحاول بإعادة تسجيل
وبناء وتفسير الإنسان على كوكبه"
<==انظر أيضا==
التاريخ لغة : يقول الرازي : ( "التاريخ" و"التوريخ"، تعريف الوقت. تقول : أرخ الكتاب بيوم كذا، و"ورخه" بمعنى واحد)، وترى بعض الآراء وجود أصول غير عربية، فارسية أو سريانية أو إثيوبية للكلمة.
يقول محيي الدين محمد بن سليمان الكافيجي (788-879هـ-1386-1974مـ): "وأما علم التاريخ فهو علم يبحث فيه عن الزمان وأحواله، وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته". يذهب سيد قطب إلى أن التاريخ ليس هو الحوادث وإنما هو تفسير هذه الحوادث، والاهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع شتائها، وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات، متفاعلة الجزئيات، ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان.
قد عرّف ابن خلدون التاريخ بما يلي: إن خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال: مثل التوجس، والتأنس، والعصبيات، وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك
من الملك والدول، ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش، والعلم والصنائع، وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعة الأحوال.
[تحرير] تطور المصطلح
مرت كلمة التاريخ بتطورات عديدة في الثقافة العربية، فقد بدأت بمعنى التقويم والتوقيت في صدر الإسلام ، واحتفظت بهذا المعنى لفترة، ثم صارت بمعنى آخر وهو تسجيل الأحداث على أساس الزمن، لتحل كلمة "التاريخ" تدريجيا محل ما كان
يعرف باسم "الخبر"، وصارت تطلق على عملية التدوين التاريخي، وعلى حفظ الأخبار، بشكل متسلسل، متصل الزمن والموضوع، للدلالة على هذا النوع الجديد من التطور في الخبر والعملية الإخبارية، منذ منتصف القرن الثاني الهجري.
وأصبحت كلمة "تاريخ"، تحمل خمسة معاني في العربية .
* سير الزمن والأحداث، أي التطور التاريخي، كالتاريخ الإسلامي، وتاريخ اليونان .. إلخ .. The History of .
ونرى أنه تعددت أصول كلمة التاريخ ومعانيها وإن لم تبعد كثيرا عن مضمونها ، فقد قيل أن أصل كلمة تاريخ قد أخذ من الأصل السامي العام لكلمة ورخ وهى التي جاءت في اللغة العربية في كلمتى ياريخ بمعنى القمر و ( تدخ ) بمعنى الشهر ، ومن ثم يكون معنى كلمة تاريخ هو التوقيت ، أي تحديد الشهر القمري
وقد فرق الأصمعي بين اللغتين فقال : بنو تميم يقول ورخت الكتاب توريخا . وقيس تقول أرخته تاريخا .
وعن هذه الكلمة أيضاً يقول الصولى : تاريخ كل شئ غايته ووقته الذي ينتهي إليه زمنه ، ويقول السخاوى : أنه التعريف بالوقت الذي تضبط فيه الأحوال من مولد الرواة ، والأئمة ،ووفاة ، وصحة ، وعلل، وبدن ورحلة ، وحج ، وحفظ ، وضبط ، وتوثيق ، وتجريح .
ويرى البعض أن كلمة: " تاريخ " أو " تأريخ " أو توريخ " معربة عن الفارسية ؛ فقد ذكر البيروني : , و الخوارزمي أن كلمة تاريخ فارسية الأصل وعربت .
ويرى البعض أن الكلمة لها أصل فارسي من ( ماه روز ) ، مما يدعو إلى الاعتقاد أنهما أرادا من ذلك القول بأن كلمة تاريخ تعنى تعيين بدء الشهر.
ومن ثم فقد ربطا بين هذا المعنى وبين الرواية التي رواها العديد من المؤرخين والتي تقول بأن المسلمين أخذوا من تاريخ الهجرة تقويما لهم وذلك عملا بنصيحة الهرمزان للخليفة عمر بن الخطاب .
كما قيل أن التقويم الهجري أخذ في الأصل من اليمن ، فقد ذكر السخاوى ، أن أول من أرخ التاريخ هو يعلى بن أمية الذي كان باليمن ، فقد كتب إلى عمر بن الخطاب كتابا من اليمن مؤرخا فاستحسنه عمر ، فشرع في التاريخ .
وروى ابن أبى خثيمة قال : قدم رجل من اليمن فقال رأيت باليمن شيئا يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا فقال عمر : هذا حسن فأرخوا.
ويعلق روزنتال عن أصل كلمة ( تاريخ ) فيقول : وأغلب الظن أن أصلها من العربية الجنوبية ، حيث يوجد مركز ثقافي يمكن أن يصاغ فيه مثل هذا التعبير الفنى ، وليس ببعيد أن يكون شكلها الأصلى هو ( توريخ ) وان ( تاريخ ) هو التكوين الفنى القديم من ( مؤرخ ، ومورخ ) .
ويبدوا واضحا أن كلمة ( تاريخ العربية ) تعنى كلا من ( الزمن ) ( والحقبة ) وأنها لم تظهر في الأدب قبل الإسلام ، كما أنها غير مذكورة في القرآن ولا في الأحاديث النبوية ، وأن الحديث الوحيد الذي أشار إلى التقويم الإسلامي ، استعمل كلمة ( عد ) وأنها استعملت الأول مرة في الآداب العربية مع أخبار التقويم الهجري . كذلك اختلف العرب قبل الإسلام في تعريف الوقت والزمن وذلك من الناحية اللغوية ، فالوقت كما يقول علماء العربية ، هو مقدار من الزمن ، وكل شئ قدرت له حينا ، فهو موقت ، وإن الوقت تحديد الأوقات كالتوقيت .
وقالوا في الزمان ، أنه الدهر ، وعارضهم آخرون فقالوا : يكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر . أما الدهر فلا ينقطع ، والزمان يعنى كذلك الفصل من فصول السنة . كذلك اختلفوا في معنى الدهر ، وذلك بسبب مسألة القدم والحدوث ، وصلة التفاسير بهما ، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوه : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " وجاء في الحديث عن أبى هريرة ، قال الله تعالى : " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وإنما أنا الدهر ، أقلب الليل والنهار " .
وتدل الكلمة على معان متعددة، منها: تعريف الوقت ، أو ذكر الأخبار الخاصة بمصر أو جيل . وكيفما كان فإن كلمة : " تاريخ " ، تدل بصفة عامة على العلم الذي يسمى إلى إنقاذ الحقائق الماضية من النسيان ، وهى تقابل الكلمة : " Historia" ، التي تدل ــ هي الأخرى ــ على العلم الذي يبحث حوادث الماضي ، وإلى اشتقت منها أسماء علم التاريخ في معظم اللغات الأوربية .
وقد دار نقاش طويل حول مدلول هذه الكلمة في اللغات العربية والأوربية ، ففي اللغة العربية يرى البعض أن كلمة تاريخ بالهمزة أدق من كلمة تاريخ " بالألف اللينة " ويرى البعض الآخر عكس ذلك ، ويبدو أن هذا اللبس ذاته موجود في اللغات الأوربية فكلمة History الإنجليزية ، وكلمة Histoiré الفرنسية ، وكلمة Geschichte الألمانية تستعمل غالبا للمعنيين وأن كان بعض العلماء قد حأول التمييز بينهما فأطلق بعض الفرنسيين مثلا Histoiré " بـ H كبرى " على الماضي ، وكلمة Histoiré على العلم ، واحتفظ الالمان بكلمة Geschichte للمعنى الأول وكلمة Histoire للمعنى الثاني .
يعنى التاريخ بدراسة الزمن فيما يتعلق بالإنسان، أما بالنسبة لعلم تحديد الأحداث عبر الزمن انظر علم التأريخ.
التاريخ هو دراسة الماضي بالتركيز على الأنشطة الإنسانية وبالمضي حتى الوقت الحاضر، وكل ما يمكن تذكره من الماضي أو تم الحفاظ عليه بصورة ما يعد سجلا تاريخيا. ويدرس بعض المؤرخين التاريخ العالمي الذي يشمل كل ما جرى تسجيله من الماضي الإنساني والذي يمكن استنباطه من الآثار، فيما يركز البعض على طرق بعينها مثل علم التأريخ والدراسات الديموغرافية (السكانية) ودراسة كتابة التاريخ ودراسة الأنساب ودراسة الكتابات القديمة ودراسات التاريخ الاقتصادي أو دراسة تاريخ مناطق بعينها.
* تاريخ الرجال ..The Biography.
* عملية التدوين التاريخي، أو التاريخ، مع وصف لعملية التطور وتحليله وتقابل : Historiography.
* علم التاريخ والمعرفة به، وكتب التاريخ، ويقابل :History.
* تحديد زمن الواقعة أو الحادثة، باليوم والشهر والسنة :Date.
والكافيجي يعرفه بأنه : "هو تعيين الوقت لينسب إليه زمان مطلقا، سواء كان قد مضى أو كان حاضرا أو سيأتي .." (26) ، ثم يعطي الكافيجي بعدا حضاريا للتاريخ ضمن استطراده لتعريف التاريخ، فيقول : "وقيل: التاريخ تعريف الوقت
بإسناده إلى أول حدوث أمر شائع، كظهور ملة، أو وقوع حادثة هائلة، من طوفان أو زلزلة عظيمة" (27).
وإذا كان في تعريف الكافيجي شيء من البعد الاجتماعي (كظهور ملة) ، فإن في تعريف السخاوي للتاريخ مسحة ثقافية واجتماعية واضحة، فهو يقول : "وفي الاصطلاح التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال، من مولد الرواة والأئمة ووفاة
وصحة، وعقل وبدن، ورحلة وحج، وحفظ وضبط، وتوثيق وتجريح، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم …) (28).
واستعملت لفظة تاريخ في الاصطلاح على نحوين اثنين، فتارة تستعمل ويراد بها مضمون ومحتوى المادة التاريخية، وتارة أخرى تستعمل ويراد بها طريقة التعامل مع هذه المادة. وهذه الازدواجية في الاستعمال أدت إلى خلط في فهم معنى
اللفظ، ويقول الدكتور قاسم عبده أن هناك تفريق شائع " بين كلمة التاريخ كتعبير دال على مسيرة الإنسان الحضارية على سطح كوكب الأرض منذ الأزل، وعبارة تدوين التاريخ كتعبير عن العملية الفكرية الإنشائية التي تحاول بإعادة تسجيل
وبناء وتفسير الإنسان على كوكبه"
<==انظر أيضا==
No comments:
Post a Comment