Thursday, February 14, 2008

تطور المنازل فى مصر

تطور المنازل فى مصر
منازل الفسطاط:
كانت البيوت فى الفسطاط رغم اختلاف تاصيل تصميماتها ومساقطها الافقيه تنقل الينا احساسا بالتجانس من حيث العناصر المعماريه, حيث انها كانت تتألف من عده وحدات مخصصه للسكن والمعيشه اليوميه اهمها وحده الاستقبال لتى تتكون من فناء مربع مسقزف يقام فى احد جوانبها او الجوانب الاربعه ايوانات مخصصه للجلوس تطل على الفناء وكانت تحتوى احيانا على ملاقف للهواء ومقاعد للجلوس وسلسبيل ونافوره , كما كانت مدخل هذه البيوت منكسره بزاويه قائمه حتى تحافظ على خصوصيه اهل البيت المقيمين بداخله وتخفى ما بداخل الدار عن السا~لين فى الطريق كما زودت ايضا بعض هذه الدور بممرات داخليه تمكن اهل الدار من التنقل بين اجزاء البيت المختلفه دون المرور بالفناء الاوسط المكشوف للحفاظ على خصوصيه القاطنين فى الدار فى اثناء وجود زوار موجودين بالدار , كما عثر فى البعض الاخر على خزانات المياه تحت الارض لتوفير المياه لسكان المنزل , وقد حرص المهندس العربى على تخفيض شده الحر بطرق مختلفه مثل ( اقامه اللاقف الهوائيه _ اقامه النوافذ المغشاه بالمشربيات المصنوعه من الخشب الخرط _ والنافورات )ويذكر البروفيسور كريزويل ان هذه البيوت مستوحاه من البيوت الموجوده فى العراق وسوريا ويرجع هذا الارتباط الموجود الى ما قبل فتح العرب لمصر , ويذكر بعض المؤرخين ان بيوت الفسطاط كانت مكونه من عده طوابق حيث كان معظمها من خمس الى سبع طبقات وربما سكن فى الدار الواحده الكثير من الناس .ومن اهم الدور التى شيدت فى الفسطاط دار عمرو بن العاص سنه 21 هجريه ثم دار عبد العزيز بن مروان والى مصر من قبل اخيه الخليفه عبد الملك بن مروان ثم دار صالح بن على التى انشأه فى مدينه العسكر شمالى الفسطاط .
البيت الطولونى :
كشفت دار الاثار المصريه 1932 م فى مدينه الفسطاط عن اطلال لمنازل من العصر الطولونى وجد من التحليل ان المبانى السكنيه فى العصر الطولونى كانت متاثره بالعماره فى العراق كانت المساقط الافقيه لهذه المساكن تنقسم الى نمطين اساسيين يتفق كل منهم فى وجود فناء رئيسى مستطيل او مربع الشكل رغم ان مساحه الارض لم تكن فى الغالب منتظمه الشكل , ويوجد بالفناء من جهه واحده سقيفه مكونه من ثلاثه عقود مرتكزه على دعامتين وهى تتقدم مجموعه من ثلاث غرف الوسطى عباره عن ايوان مغطى بقبو نصف اسطوانى ويوجد بوسط الفناء المكشوف فسقيهبها مياه وكان العامل الرئيسى المشترك فى كل نمطين هو استخدام الجناح التقليدى المكون من ايوان اوسط تكتنفه حجرتان وتتقدمه سقيفه .المسقط الافقى للنمط الاول يتكون من جناحين تقليديين يقعان بالضلعين القصيرين للفناء المستطيل المكشوف بينما تقع الحجرات وعناصر السكن الاخرى على الضلعين الطوليين للفناء .اما المسقط الافقى للنمط الثانى فيتكون من جناح تقليدى واحد فى احد الاضلاع بينما تم توزيع ايوانات عميقه او ضحله او حجرات على بباقى الاضلاع .وعمل فى كلا النمطين مدخل منكسر للمنزل للحفاظ على الخصوصيه , ويعتقد ان الطابق الارضى فى هذه المنازل الطولونيه قد خصص للأستخدامات اليوميه , بينما خصصت الطوابق العليا للسكن والنوم ومعيشه اهل الدار , ووجد ان الماده الاساسيه المستخدمه فى البناء هى الاجر بينما استخدم الخشب فى الاسقف والجص فى البياض والزخارف .
البيت الفاطمى والايوبى :
تطورت الدور المصريه خلال العصر الفاطمى واستخدم الحجر فى بنائها بدل من الاجور ويتمثل هذا التطور فيما يلى :1- تميزت الدور خلال القرن الاول من العصر الفاطمى بأستمرار ظهور التأثيرات الفارسيه والعباسيه يث كان يشتمل تخطيط الدار على فناء اوسط يتعامد عليه اربعة ايوانات واحتفظ الفناء بعنصر الرواق المستعرض والايوان والحجرتين خلفه بالشكل المعروف فى قصر الاخيضر فى بادية الشام وهذه العنصر يوجد غالبا بالضلعين القصرين المتقابلين بالفناء المستطيل واستعمل هذا التخطيط فى القصور الخلفاء والامراء حيث تتوفر فيها المساحات الواسعه وامكانيات لابد منها كما يتضح ذلك فى المسقط الافقى للقصر الغربى الصغير ( قصر ست الملك بنت العزيز بالله ) الذى بنى عليه بلمستان قلاوون , وبذلك يعتبر من اول امثله استعمل التخطيط المتعامد فى مصر كان فى دور الطولونيه واستمر واستعمله بعد ذلك فى الدور الفاطميه ثم تطور وتحول الجزء المتوسط من اوانات حول فناء اوسط الى قاعه مغطاه ذات اوانات جانبيه .2- فى خلال القرنين التاليين فى هذه الفتره والتى تشمل النف الثانى من العصر الفاطمى وبدايه الايوبى بدأت القصور والدور تتطور نحو التغطيه وادماج القصر الرئيسى تحت تأثير صغر مساحه الدور عموما وظهر نتيجه لذلك تخطيط نموذج القاعات المغطاه الذى انتشر استعماله فى مختلف الدور, وقد اتخذ تخطيط العنصر الرئيسى بعد تغطيته شكلا موحدا وهو الجزء الاوسط المربع المنخفض ( الدورقاعه ) يتعامدان عليها ايوانان كبيران مغطيان بأقبيه او بأسقف مسطحه بسيطه مع جعل سقف الدورقاعه الوسطى مرتفعا عنهم وتغطيتها بسقف خشبى حتى يسمح بفتح الشبابيك لزياده الاضاءه والتهويه داخل القاعه ( الشخشخيه ) ويتمثل فى هذا النوع المتطور فى قاعه الدرديرى من العصر الفاطمى وقصر الصالح نجم الدين ايوب من العصر الايوبى .3- وفى العصر الايوبى تم السماح للجميع بالبناء داخل اسوار القاهره مما تسبب فى ازدحامها بالدور والضغط على المساحات المخصصه للمبانى وزادت الرغبه فى الاستفاده الى اقصى حد من هذه المساحات المتاحه مما ادى الى صغر مساحه الوحدات ومكونات تخطيط المنازل بصفه عامه مما ساعد فى عمليه التوسيع فى الاتجاه الرأسى لاقامه طوابق علويه وتغطيه الوحدات بالدور الارضى .
البيت المملوكى البحرى:
روعى فى تصميم المسقط الافقى للمسكن توفير الخصوصيه بالانفتاح للداخل واستخدم المدخل المنكسر واحتوى الطابق الارضى على القاعه الارضيه ( المندره ) والخدمات والحواصن وغرف الخدم , وكانت القاعه تتكون من دورقاعه وايوانين اما الطوابق العليا فكانت تحتوى على قاعات ومخازن ومرافق .كما راعت تصميم الفصل بين الرجال والنساء والاستفاده من الظروف المناخيه من حيث استخدام المشربيات والاحجار الجيريه فى بناء جدران وقبوات الطابق الارضى وفى الجدران الخارجيه , بينما استخدم الاجر فى الطوابق العليا والخشب فى الاسقف والرخام لتكسيات الارضيات والحوائط والجص فى البياض وشكلت الوجهات الخارجيه بحيث جائت معبره عن الفراغ من خلفها مع الميل الى الضخامه والاتساع والمبالغه فى الارتفاعات لاظهار الفخامه والعظمه واستخدمت النوافذ الطوليه فى اضيق الحدود
البيت المملوكى الجركسى:
استمر نمط التصميم للمنازل المملوكيه البحريه خلال العصر المملوكى الجركسى ثم تدرجت عناصر القاعات الى الصغر فى المساحات والاحجام مع ازدياد الزخرفه بالنقوش الملونه والمكتابات المذهبه بما يتناسب مع مركز وامكانيات صاحب الدار وكذلك استعمال المواد الثمينه فى البناء , واستخدمت حلول معماريه لتناسب ظروف البيئه المصريه حيث روعت الخصوصيه للمساكن عن طرق الانفتاح للداخل واستخدام المداخل المنكسره واحتواء الطابق الارضى على قاعات الاستقبال الارضيه ( المندره ) والحواصل وغرف الخدم وغرف الخدمات بينما احتوت الطوابق العليا على قاعات وغرف السكن والمعيشه والنوم .
البيت العثمانى :
قامت الفكره التصميميه على مبدأ الانتماء للداخل والالتفاف لعناصر المنزل حول فناء داخلى لتوفير الخصوصيه للمسكن استمرارا لما كان سائدا فى العصور السابقه واستخدام المداخل المنكسره , هذا وقد احتوى الطابق الارضى عاده على القاعه الارضيه ( المندره ) والتختبوشه والحواصن وغرف الخدمات اما الطوابق العليا فتحتوى على قاعات للمعيشه والنوم ومرافقها , ووجد بالطابق الاول فى الغالب مقعد مفتوح على الصحن وهذا قد روع فى تصميم المنزل الفصل بين الرجال والنساء وكذلك الفصل الراسى بين الطابق الارضى والطوابق العليا , وقد روعت الظروف المناخيه فى توجيه فتحات فى القاعات والحجرات واستخدام المشربيات والملاقف , هذا وقد اهتم المعمارى بالوجهه الداخليه وتشكيلها وزخرفتها حيث لها البساطه فى الوجهه الخارجيه وقد استخدم الحجر فى بناء الطابق الارضى وقبواته والحوائط الخارجيه بينما استخدم الاجر فى الطوابق العليا والمناطق الرطبه ( الحمامات والحواصل ) كما استخدم الحوائط المزدوجه فى بعض مناطق البناء , واستخدم الخشب فى الاسقف والمشربيات والرخام فى كسوه الارضيات والوزرات الرخاميه واستخدم الجص فى بياض الجدران .

No comments: